شبهة عدم التمكن من قول الحق من غير قوة
من Jawdat Said
الشبهة الرابعة: شبهة عدم التمكن من قول الحق من غير قوة
قد يقول قائل: إنك إن التزمت هذه الطريقة ودعوت وبيَّنت الحق، من غير أن يكون معك قوة تدعمك، فإنك تؤخذ من غير أن يعرف عنك أحد شيئاً، وتتهم بتهم باطلة، ويرغمونك على الإقرار بها، ويحكمونك بالموت، وتكون قد ذهبت من غير أن تفيد شيئاً، وربما يؤكد أن مثل هذا قد حدث.
وهذه الشبهة هي نقيض الشبهة السابقة. وإذا علمت أن مقرر هذه الشبهة ومقرر الشبهة التي قبلها من الشباب الذين يهتمون بالدعوة الإسلامية، فإنك تعرف مقدار التشويش الذي في أذهان هؤلاء الشباب الطيبين، الذين لا يدركون من الواقع إلا أحكاماً غير حقيقية، أو أنها سطحية، إن لم أقل إنها وهمية، وإنها صادرة عن ملابسات الجو الفكري المختلط الذي نعيش فيه.
قد قررنا في ردَّ الشبهات الماضية أن قول الحق: يحول الناس إلى حيَّات وعقارب تريد أن تبتلعك وإن لم ترد أي صدام. إذن فلسنا بحاجة إلى تقرير هذا الصدام الذي يقرره صاحب الشبهة، وإنما الذي نريد أن نقوله هنا: هو أن التوقع ناشئ من الحياة في جو فكري ملوث فقدت فيه الموازين والقواعد التي يعتمد عليها الفكر في مقرراتها.
لهذا لا يخطر في بالنا أن نتساءل: لم كان الأمر هكذا؟ فإذا تذكرنا ما سبق أن أوردناه من الأحوال الثلاثة للعاملين في إمكانية توجيه مثل هذه التهم عليهم،نعلم كم نحن مقصرون في عدم تهيئة الجو النقي النزيه، وترك الأمر غامضاً نمكن فيه من يريد أن يتهمنا من أن يقوم بما يريد بسهولة، هل استطعنا أن ننفي عن أنفسنا قولاً وعملاً أننا لا نتبنى مثل هذا العمل.
| مقدمة مذهب ابن آدم | شبهات حول مذهب ابن آدم | خاتمة مذهب ابن آدم |
|---|---|---|
| شبهة تعطيل الجهاد • شبهة عدم جدوى الأخلاق مع من لا يلتزمها • شبهة أن قول الحق من غير قوة لا أثر له • شبهة عدم التمكن من قول الحق من غير قوة • شبهة إماتة روح الجهاد بهذه الطريقة • شبهة أن الدافع إلى هذه الطريقة هو الخوف • شبهة التنصل من المسؤولية • شبهة اغتيال كعب بن الأشرف • شبهة إرعاب المسلمين • قولهم ذهب سدى • شبهة التهور والتوريط • شُبهات أخرى | ||